أين ذهبوا كل المنافقين ؟

حتى في أيام نبينا محمد ( عليه السلام ) كان المنافقين يعترفوا كالناس مشكل, صعبة للتعامل مع  . صفحات و صفحات من القرآن الكريم تعاملت مع موضوع المنافقين . حتى أن هناك سورة في القرآن تحمل إسمهم . ولكن اليوم لا نسمع عنهم كثيرا . أين ذهبوا جميعا ؟ كيف إستطعنا أن نجتثهم بنجاح , مع أن الرسول لم ينجح و لم يستطيع ذلك ؟ هل نحن إستأصلناهم , أم نحن إستسلمنا وخضعنا لهم ؟

و يمكننا فهم ذلك من خلال آيات القرآن الثلاثة التالية .

17:73

17:74

17:75

 

في الآيات السابقة يقول الله تعالى ( ان الكافرين  أو أعوانهم المنافقين ) حاولو كثير ا ان يبعدوا الرسول عن القرأن , لكي يخترع لهم شيئا أخر غير القرأن  ويزعم أنه من عند الله.   ولولا ان  ثبت الله النبي لخضع لأهوائهم قليلا و في هذه الحالة كانوا سيجعلون من النبي صديقا لهم لو تماشى مع أهوائهم . 

 

و السبب الحقيقي في عدم وجود منافقين الآن هو أن الأمة كلها رضخت لما لم يرضخ له رسول الله عندما ثبته الله سبحانه وتعالى.   من ناحية أخرى قبلنا ما ابتدعه الكفار بإسم الله و بخلاف القرآن , و نسبوا هذه البدع  الى النبي .  حتى  تذبذبت الأجيال التي تلت الرسول بفترة من الزمن وقبلوا بذلك والرضوخ للمنافقين  والعمل بخلاف ما أنزل على النبي  . ولذلك يعتبرنا قادة الكفر أصدقاء لهم ونحن ( بضمن ذلك المنافقين ) كل موسوم  ك-المسلمون,  طالما نحن نقبل ما أخترعه و أبتكره و أبتدعه  أسلافهم و آبائهم من غير القرآن ( بشكل خاطئ إستناد إلى أمر الله لطاعة الرسول)  وطالما نحن  في فرقة واحدة أو أخرى هم أوجدوها بيننا  مستخدمين مثل هذه البدع.

أن الصداقة الوثيقة الآن بين قادة الدول الإسلامية  وأعداء الأمة الإسلامية المضهدة علاقة وطيدة  ومتينة , حيث انهم لايضيعون فرصة واحدة لمعانقتهم خدا بخد.  وهكذا العلاقة بين قادتنا السياسيون و الدينيون.  وهكذا تدور كل علاقات قادتنا.  بينما عقد اليهود حلفا مع الشيطان واضعين إحدى أيديهم بيده  بينما يدّهم الأخرى فوق أكتاف القادة السياسيين المسيحيين. يرتبط القادة السياسيون المسيحيون بنظرائهم المسلمين.  و الذين تربطهم بالتالي علاقات وئام  ومحبة مع  قادة الدين المسلمين ,  وهم  يتحكمون بدورهم  في جموع  المسلمين. 

في إحدى المسائل و القضايا  التي طرحتها  مجلة الفرقان الشهرية و التي تصدر باللغة الأوردية  عندما تسألت  لماذا أستقبلت حكومة و رجال الدين في باكستان بتلك الحرارة و الحفاوة   واحد من قادة  الحزب الهندوس المتطرف في الهند  عندما قام   بزيارة باكستان.   مع أن القائد كان مدعوا لإفتتاح معبد هندوس في باكستان.  هل ذلك كما تسألت المجلة  لأن  نفس  القائد ترأس هدم مسجد في  الهند لذا يمنح الآن الفرصة لإفتتاح معبد هندوس في باكستان ؟

السبب ليس بعيداّ أن ينال, إذا تعتبر سلسلة الصداقة وصفت في الفقرةِ السابقة.


زيارة الىالرابطة الإسلامية بمكة :

منذ سنوات عدة  قمت بزيارة رابطة العالم الإسلامي في مكة  و كان هدفي هو أن أرى إذا ما كان بوسعهم يساعدني في بعض الدروس لتعلم القرآن بالعربية . أردت أن أعمل باللغة  الإنجليزية برنامج كمبيوتر أو فيديو يتيح للناس  تعلم العربية بسهولة من خلال هذا البرنامج  و من ثم فهم القرآن عند قرآته أو الإستماع اليه .

لقد قابلت أحد المسؤليين وكان سعودي الجنسية  وبعد أن أستمع الى طلبي , قال لماذا ؟ الناس يمكنها أن تقرأ االترجمة ؟ ثم أقترح على أن أقابل مسئول أخر وكان هنديا و الذي شعرت انني يمكن أن أشرح له بطريقة أفضل.

ثم قابلت المسئول والذي كان هندي الأصل , أستمع الى طلبي ,  ثم سألني أن أقدم طلبي هذا في الكتابة حتى يمكن وضعه في جدول اعمال العرض على اللجنة القادمة  للنظر فيه.

ثم أصطحبني الى  شعبة النشر  ثم عدنا الى مكتبه  واشار الى الفوضى البوسنية و التي كانت تدور رحاها في تلك الفترة  وذكر بعض المتاعب التي كانت تختمر في ذلك الوقت , ثم قال

يبدو أن هذه المشكلات التي  تحدث هنا وهناك بأسلوب معزول , بالفعل هذا جزء من خطة موضوعة جيدا . العالم الغربي يسبقنا بنحو ثلاثيين عاما وعندما  نصل الى وضعهم سيكونون  أكثر بعدا من ذلك.  فما  النظام العالمي الجديد سوى خطة لتدمير الأمة الأسلامية خطوه تليها خطوة .  لقد أعدوا الخطط لمدة خمسة عشر او عشرين عاما القادمة و حتى أن وضعوا خططهم على موائدنا وأمام أبصارنا و ما ينوون  فعله , فلا شيء يمكن أن نفعل حوله  .

 

وعند ما فكرت فيما قاله , فهمت أن ذلك لم يكن الأفكار الشخصية.  فهندي يعمل لدي لحكومة السعودية التي تتحكم في المنظمة لن يتحدث بذلك إلا إذا كان هذا خط رسمي من التفكير.  و ما هو سوى دعاية موجهة لكسر ما تبقي من العمود الأمة لافقري. ملايين الريالات  الموجودة  تحت تصرفهم و تتطلع لهم الأمة من أجل ريادتها و قيادتها , و إذا ما قاموا بتشجيع مثل هذا الفكر , إذا أغراض مَن التي تخدمها رابطة العالم الإسلامي ؟  يمتلكون مكتب يبعد عشرة كيلو مترات  من المسجد الحرام ولا يفلح  ذلك على وضع ثقتهم في الله , الذي يبدوأنه ليس له مكان في مخططهم العام.


الصفحة الرئيسية

المقال التالي