ما يطلب لتوحيد قلوبنا ؟

 

إنّ قيمة شيء يقاس بالمال أو المادة التي تنفق للحصوله.

كم الثمن المطلوب لتوحيد قلوب المسلمين

 

قال الله تعالى :

(8:63)

 

وهكذا جعل المولى عز وجل توحيد و توليف قلوب المسلمين شئ لا يقدر بثمن , لأننا لن نستطيع أن نولف بين قلوب المسلمين و لو أنفقنا كل ما في الأرض .

 

و لأن الله وضع المحبة في قلوبنا , أصبحنا إخوانا بنعمته . سوف نقوم بدراسة الآية التالية لنتعرف عليها:

(3:103)

 

و النعمة  التي جعلنا الله  بها إخوانا هي كلماته : القرآن . و التالي هو  جزء من الآية التي تجعل المؤمنين  إخوة .

 

(49:10)

 

وللأسف فأن العلاقة التي نشأت بثبات أثناء عهد الرسول ( عليه السلام)  وأثناء حكم الخلفاء,  دمرت من جراء الخضوع لدسائس اعدائنا . وأسوأ جزء في ورطتنا أن كبارنا لاهم بالمنزعجين بشان أحوالنا و لا هم بالراغبين في الإعتراف للناس باننا مرضى وفي حاجة للعلاج . ( هم سعداء طالما أننا تتبع الجماعة, الطائفة  بل الطائفة الفرعية التي يتبعونها )

 

ماهو حال الأمة اليوم :

٭ اليوم  وفي الماضي القريب شكل المسلمين أكبر عدد من اللاجئين على وجه الأرض

٭ في العديد من الدول مضطهدين  ومنتهكين

٭ مكروهين وموضع شك في كل أنحاء العالم

٭ ندفع انحناءة احترام  و الولاء للرجل الأبيض في كل مكان . نتحرى شوقا ونلهث وراء الإنضمام لإتحاده الإقتصادي , مدينون له , ولدينا الرغبة في الرقص على نغمات اوتارهم . ودائما نشرح ونوضح كم نحن في حاجة الى تكنولوجيا معينة.  ونسمح له دوما بتفتيش منشآتنا.

٭ لاتوجد دولة مسلمة واحدة ترفع رأسها عالية

 

نضع نصب أعيننا محنتنا السابقة , أليس حا ل ( أهل الكتاب) الذين وصفوا في الآية التالية , ينطبق على حال الأمة الإسلامية اليوم .

    (3:112)

.والسبب في الحالة المتردية من الذل و التعاسة التي أصبحت من نصيبنا, هو أننا أمعنا في الكفر – ونبذنا آيات الله وما هدانا اليه , مع أن معظمنا لايدرك ذلك.  لقد أعتصرني البكاء المرير عندما رأيت مظاهر الكفر و الشرك قد تخللت صلاتنا و بعض أشكال العبادة الأخرى. لو لم نكن نرتكب الكفر و الأزدراء و السخرية و الإستهزاء من آيات القرآن, لماذا وصلنا الى الدرك الأسفل وأصبحنا أسفل سافلين ,ووصلنا إلى ادنى نقطة في تاريخ الأمة .                                       

ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى حالنا – ذاكرا عنصرين يعصموننا من ارتكاب الكفر

(3:101)

         ( كيف تكفرون و أنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى الى  صراط مستقيم )    

كيف تكفرون

ويتلى عليكم أيات الله ,  القرآن  ٭    

وفيكم رسول الله ٭  

هذين هما عنصري الشرط  أو الحالة التي نكون فيها غيرقادرين على إرتكاب الكفر.

قد نكفر اذا لم يعد الرسول بيننا ( ويجعلنا الأخرون نتمسك بكلمات غير كلمات الله ) وحين لايكون الرسول  موجودا ليدحض ما هو منسوب اليه خطأ , وإستخدام رخصة غير شرعية من الإرشادات القرآنية لطاعة الرسول ( اطيعو الرسول ).

والآية يستمرّ: ومن يعتصم بالله  فقد هدى الى  صراط مستقيم.

ودعونا نفهم ما يقصد  به مِن ( من يعتصم بالله ) مستخدما كلمة ( فاستعصم )(أستمسك بقوة)  والتي تستخدم عند الإشارة الى رسول الله  يوسف ( عليه السلام), في سورة يوسف, الأية 32                                    

 (12:32)

والآن دعونا ننظر ما الذي أستمسك به يوسف ( عليه السلام) و أستعصم بقوة وكيف ؟

ولقد همت به   وهم بها لولا أن رأى برهان ربه   كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء   إنه من عبادنا المخلصين (12:24)

أنها تذكره -  وتمسكه بقوة -  بأية من كتاب الله ( تسمى بطرق عديدة:  الذكر, فرقان , برهان , الخ ) والتي ساعدت يوسف ( عليه السلام) من تجنب كيد النساء.

ومن هذه الدراسة نتوصل الى :

 أستمسك يوسف(عليه السلام)  - ( فاستعصم ) -  برهان ربه –  كتاب الله , عندما كان يتعرض لمحاولة الأغراء (12:24)

 ( من يعتصم بالله ) (3:101) إذا هي نفس معني ( من يعتصم بكتاب الله ) فأن هذا الشخص " فقد هدى الى  صراط مستقيم".

وفي ضوء الدراسة السابقة , يمكن أن نستخلص أن  الأمر موجه لنا :  وهذا أمر وتوجيه واضح أن نتمسك ونعتصم بكتاب الله وبهذا لن نفترق او نتفرق وتم تقوية ذلك  في  وهنا يبدو ان النعمة هي كلمات الله و التي من خلا لها تم إعلان أننا إخوة ( المؤمنون إخوة)

 ولهذا فأن مفتاح وحدتنا ولكي نصبح أخوة متحدون غير متفرقون هو أن نشكر ونقر نعمة الله والتي هي كتابه والتمسك به.

لقد كنت دوما مدافعا عن وحدة الأمة . لقد حددت العيوب و الأضرار التي تعانيها الأمة بسبب عدم الإتحاد,  ويمكنني والكثير من الناس ان نعدد المناقب و المزايا التي ستغتنمها الأمة أذا أتحدت و توحدت  و لكن هنا أية من القرآن والتي تخبرنا بما هو مخبأ لنا أذا ما تنازعنا و ظللنا في فرقة و خلاف . 

و لاتكونوا كالذين تفرقوا و أختلفوا من بعد ما جائهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم.

حين نزل القرآن كان هذا التحذير من الله للمسلمين لتلك الأيام غير ذا إهتمام سريع.   لأنهم كانوا جميعا بالفعل متحدون. و لكن لنا اليوم أن نسأل أنفسنا سواء كنا أم  لم نكن تحت  نطاق او مدى التهديد الذي يحمله الآية.  هل نحن غير متفرقين و متنازعين ؟  ثم ألسنا عرضة لموضوع التهديد بالعذاب العظيم؟ متى نفتح عيون قلوبنا الىالتذكيرمن الله ؟                                                                                             

المقال التالى

الصفحة الرئيسية